حروب المدن... الأكثر وحشية والمدنيون هم أكبر ضحاياها
دخلت الحرب القائمة في قطاع غزة الي يومها الـ41 وذلك سط اجتياح بري إسرائيلي غير مسبوق بداخل القطاع المحاصر، ويدفع ذلك في المعارك مع حركة حماس إلى مجموعة من الأنماط الجديدة .
إقرأ أيضاً
حروب المدن وأبرز تحدياتها
حسب التقارير العسكرية، فإن حروب المدن تعتبر صراع مسلح قائم بمنطقة حضرية وتواجه تحديات عديدة، وأحياناً تكون طويلة الأمد ودموية، وتتسبب في الكثير من الخسائر الفادحة في الأرواح وفي المعدات، وتتطلب تخطيط دقيق وتنسيق جيد واستعداد كبير ، ومن ضمن هذه التحديات :
- التضاريس المعقدة :
والتي منها الشوارع والمباني والأنفاق التي من الصعب تنسيق الحركة فيها وتتبع العدو .
- الرؤية المحدودة :
الشوارع الضيقة تصعب على القوات الرؤية أو استخدام الدبابات ، وتصعب تحديد المواقع والقوات المدافعة .
- التغطية الواسعة :
يمكن للمقاتلين استخدام المباني لمواجهة نيران الأعداء .
- المدنيون :
يؤدي القتال إلى إصابة وقتل المدنيين، وتعتبر هذه الحروب هي الأكثر قسوة على الجيوش الغازية النظامية .
أشهر حروب المدن
هناك العديد من الأمثلة الكثيرة على حروب المدن في التاريخ الحديث، والتي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة في قتل المدنيين والقيام بتدمير المباني، والتي من أشهرها :
- "معركة ستالينغراد" في الحرب العالمية الثانية ( 1942 إلى 1943) ، وتعتبر أحد أكثر المعارك الدموية في التاريخ، واستمرت لمدة خمسة أشهر وتم خلالها مقتل أكثر من مليون شخص .
- "حرب فيتنام" ( 1955 إلى 1975) ، وكانت من الحروب طويلة الأمد والمعقدة .
- "معركة غروزني الأولى" ( 1994 إلى 1996) ، تسببت في وقوع 30 ألف ضحية .
- "معركة مخيم جباليا"، ( 29 سبتمبر 2004 حتى 16 أكتوبر ) تصدت فيها "كتائب القسام" للقوات الإسرائيلية واستخدمت "حماس" فيها سلسلة من الكمائن عبر العبوات الناسفة والأرضية .
- "حرب العراق" عام 2003
- "معركة الفلوجة" من (7 نوفمبر إلى 23 ديسمبر 2004) ، من أصعب المعارك .
- "حرب سوريا" (2011) ، وهي مأساوية .
- "معركة حلب" عام (2016) .
- "معركة الموصل" (2014) ، وكانت صورة لجحيم حرب المدن، وشهدت توسع في القتال خلال الأنفاق قتل خلالها حوالي 9 آلاف مدني .
- "معركة ماريوبول" في أوكرانيا، وتسببوا في تدمير المعدات الروسية وإبطاء تقدمها، وتدمير حوالي 90% من المدينة .
كيف تصمد "حماس" حتى الآن
اكدت التقارير إن حركة حماس لديها مقومات تجعل مقاتليها يصمدون مقابل الاجتياح البري الإسرائيلي ومن أبرزها :
- شبكة الأنفاق لإخفاء المقاتلين، يمكن التحرك بصعوبة وتمكنهم من شن هجمات تحت الأرض .
- تخزين الذخيرة والإمدادات اللوجستية .
- إخفاء الذخائر والأسلحة تحت الأرض .
- الارتباط الاجتماعي بالسكان، كلهم من أهل غزة ويحظون بدعمهم .
- معركة غزة هي الأقرب إلى معركة الفلوجة الأولى، وفق التقارير العسكرية .
- الاختباء بين المباني واستغلال نقاط ضعف الآليات العسكرية .
كيف تواجه إسرائيل
وفي المقابل، الجيش الإسرائيلي في غزة يواجه العديد من التعقيدات والتي من أهمها :
- عدم فعالية التقنيات الحديثة لاستخدمها تحت الأرض، والتي تتضمن الملاحة عبر الأقمار الصناعية والمراقبة بالطائرات بدون طيار .
- استخدام الأخاديد الحضرية بين المباني الشاهقة .
- صعوبة توغل المدرعات والدبابات الإسرائيلية في شوارع غزة، فيمكن لمقاتلين "حماس" مباغتتها من مسافات قريبة .
- الدبابات لها مدى رؤية محدد داخلها ، وزوايا تمنع الجنود الإسرائيليين من تحديد الأهداف فهي تحتاج لقوات المشاة لحمايتها .
- تفقد المدرعات قدرة المناورة بالمدن، فيصبح احتمالية اقتراب المهاجمين أكبر وقدرتهم للاستفادة من الزوايا العمياء .